إ Elvis وبرنامج إد سوليفان: لحظات تاريخية في غريسلاند
قبل 64 عامًا، شاهد أكثر من 60 مليون مشاهد أداء إلفيس بريسلي الرائد في “برنامج إد سوليفان”، وهي لحظة محورية في تاريخ موسيقى الروك أند رول وحدث مهم للمقيم المستقبلي في غريسلاند. أدى ظهور إلفيس لأول مرة في البرنامج، في 9 سبتمبر 1956، إلى قفزة هائلة في شهرته. قبل هذا الظهور، كان قد صنع بالفعل موجات على التلفزيون الوطني من خلال عروض في برامج مثل “Stage Show” للأخوين دورسي و “The Milton Berle Show”. أصدر ألبومه الأول، وبدأ تصوير فيلمه الأول، وحقق نجاحات مثل “Heartbreak Hotel”. على الرغم من شهرته بالفعل، إلا أن ظهوره في برنامج سوليفان عزز مساره ليصبح رمزًا عالميًا وأحدث ثورة في الموسيقى إلى الأبد. والجدير بالذكر أن هذا كان قبل أشهر من شرائه غريسلاند، المنزل المستقبلي الذي سيصبح مرادفًا لاسمه.
مع ذلك، لم يكن طريق إلفيس إلى “برنامج إد سوليفان” خاليًا من العقبات. تعهد إد سوليفان، مضيف البرنامج، في البداية بعدم استضافة المغني الشاب المثير للجدل. اعتبر القادة المحافظون والآباء عروض إلفيس النشطة، التي تتميز بحركات الورك المميزة، غير لائقة وحتى خطيرة. هذه المقاومة الأولية زادت من الترقب المحيط بظهوره في النهاية.
والمثير للدهشة أن سوليفان أعلن في صيف عام 1956 أن إلفيس سيؤدي عروضه ليس مرة واحدة، بل ثلاث مرات في برنامجه. إدراكًا لشعبية إلفيس المتزايدة وإمكانية تحقيق أرقام قياسية في نسب المشاهدة، ضمن سوليفان ملك الروك أند رول مقابل رسوم غير مسبوقة بلغت 50000 دولار لجميع العروض الثلاثة.
ومن المثير للاهتمام، أن إلفيس وإد سوليفان لم يكونا حاضرين في الاستوديو في العرض الأول في 9 سبتمبر 1956. كان سوليفان يتعافى من حادث سيارة كاد أن يودي بحياته، وقام الممثل البريطاني تشارلز لوتون بتقديم البرنامج بدلاً منه. في هذه الأثناء، كان إلفيس في هوليوود يصور فيلم “Love Me Tender”، وظهر عن بُعد. على الرغم من هذه الظروف غير العادية، حقق البرنامج نجاحًا باهرًا.
جذب البث جمهورًا بلغ 60 مليون مشاهد، وهو ما يمثل نسبة مذهلة بلغت 82.6 في المائة من جمهور التلفزيون. أدى إلفيس أغاني “Don’t Be Cruel” و “Love Me Tender” و “Ready Teddy” ومقاطع من “Hound Dog”. أداء أغنية “Love Me Tender”، التي لم تكن قد صدرت بعد، زاد من ترقب الفيلم والموسيقى التصويرية القادمة.
عاد إلفيس إلى “برنامج إد سوليفان” في 28 أكتوبر 1956، وهذه المرة مع استضافة إد سوليفان وإلفيس يؤدي عروضه مباشرة في مدينة نيويورك. غنى “Love Me Tender” و “Don’t Be Cruel” و “Hound Dog”. أعاد هذا الأداء، بحركات الورك المميزة، إشعال الجدل الدائر حول أسلوب أدائه. ومع ذلك، يبدو أن الانتقادات زادت من قاعدة معجبيه المتزايدة.
كان الظهور الثالث والأخير لإلفيس في “برنامج إد سوليفان” في 6 يناير 1957، قبل يومين من عيد ميلاده الثاني والعشرين. أدى مجموعة من الأغاني الناجحة، بما في ذلك “Love Me Tender” و “Heartbreak Hotel” و “Hound Dog” و “When My Blue Moon Turns To Gold Again” و “Too Much” و الأغنية الدينية “Peace in the Valley”.
في هذا الأداء الأخير، ركزت الكاميرات بشكل مثير للجدل بشكل أساسي على إلفيس من الخصر إلى أعلى، وذلك استجابةً للشكاوى المتعلقة بعروضه السابقة. بينما شاهد الجمهور الحاضر أداءه الكامل، لم يشاهد ملايين المشاهدين في المنزل سوى عرض محدود.
في ختام البرنامج، أشاد إد سوليفان بإلفيس بأنه “فتى لائق ورائع حقًا”، وهو تأييد مهم عزز صورته لدى جمهور أوسع. كانت جميع عروض إلفيس الثلاثة في برنامج إد سوليفان مفيدة في صعوده إلى النجومية وعززت مكانته في تاريخ الموسيقى، مما مهد الطريق لمستقبله في غريسلاند وما بعدها. الجدل الدائر حول أدائه عزز فقط صورته المتمردة وساهم في أسطورته الدائمة.