مسلسل “جنة المتسوقين”: غوصٌ في رواية زولا الخالدة

يُقدّم مسلسل “جنة المتسوقين”، المُقتبس عن رواية إميل زولا الكلاسيكية “Au Bonheur des Dames”، لمحةً آسرة عن عالم التجزئة الساحر في القرن التاسع عشر. في حين أن العديد من المسلسلات التاريخية المعاصرة تُخفق في تقديم صورةٍ واقعية، إلا أن “جنة المتسوقين” ينجح في التقاط جوهر رواية زولا، مُستكشفًا مواضيع الطموح والرغبة وقوة الاستهلاك المغرية التي لا تزال تُلامس واقعنا اليوم.

تتجلى براعة زولا السردية في المسلسل، حيث يُنسج بمهارةٍ شخصياتٍ مُعقدة وقصصًا مُثيرة للاهتمام. يُقدّم إيمون إليوت أداءً رائعًا بشخصية مُوري، رائد الأعمال صاحب الرؤية الذي يُحدث ثورةً في مشهد التجزئة. تتألق جوانا فانديرهام بدور دينيس، الفتاة الطموحة التي تعمل في المتجر وتُواجه تعقيدات عالمه. تُكمّل الشخصيات الثانوية، باستثناء ربما تصويرٍ مُبالغ فيه لشخصية الآنسة أودري من قِبل سارة لانكشاير، الشخصيات الرئيسية، مما يخلق نسيجًا غنيًا من الشخصيات.

على الرغم من تميّز المسلسل في السرد والتمثيل، إلا أن تصميم الإنتاج يُخفق أحيانًا. تفتقر مواقع التصوير، وخاصةً المشاهد الخارجية، إلى الفخامة والحجم الذي قد يتوقعه المرء من متجرٍ مُزدحم. يؤثر هذا القيد في الميزانية للأسف على التجربة البصرية الشاملة.

على الرغم من قيوده، يبقى “جنة المتسوقين” مسلسلًا مُشوقًا ومسليًا. السرد المُقنع والأداء القوي والمواضيع الخالدة تجعله مُشاهدةً جديرة بالاهتمام لعُشّاق المسلسلات التاريخية وأولئك الذين يبحثون عن لمحةٍ عن أصول ثقافة الاستهلاك الحديثة. يُعد تجديد المسلسل لموسمٍ ثانٍ دليلًا على شعبيته وجاذبيته الدائمة، واعدًا بمزيدٍ من القصص الآسرة من داخل جدران “جنة المتسوقين”.