مراجعة نقدية لمسلسل “دكتور” على قناة فوكس
عُرض مسلسل “دكتور”، وهو دراما طبية تدور حول فقدان الذاكرة، على قناة فوكس وحصل على تقييمات متواضعة. يتتبع المسلسل، الذي يُعرض أيام الثلاثاء الساعة 9 مساءً بتوقيت شرق/ غرب الولايات المتحدة، قصة الدكتورة آمي لارسن، التي تُجسد دورها مولي باركر، وهي طبيبة لامعة لكنها قاسية تفقد ثماني سنوات من ذاكرتها بعد إصابة دماغية. هذه الحبكة، على الرغم من إمكانياتها المثيرة للاهتمام، إلا أنها في النهاية مُخيبة للآمال بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، مما يجعل مشاهدة المسلسل تجربة غير ممتعة.
يعتمد “دكتور” بشكل كبير على حبكات مُستهلكة، حيث يُصوّر آمي على أنها الطبيبة النمطية عديمة الشعور التي تُعطي الأولوية للنتائج على رعاية المرضى. قبل فقدان الذاكرة، تُعادي زوجها السابق ومدير المستشفى، مايكل (عمر متولي)، وتصطدم مع الدكتور الطموح ريتشارد ميلر (سكوت وولف)، وتُقيم علاقة سرية مع الدكتور جيك إلير (جون مايكل إيكر). حادث فقدان الذاكرة الذي تعرضت له يُحوّل آمي إلى شخص أفضل ظاهريًا، مما يخلق ثنائية مُبسطة بين ماضيها وحاضرها.
يُعاني المسلسل من أجل إيجاد قصة مُقنعة، حيث يُختزل القضايا المُعقدة إلى سيناريوهات مُبسطة للغاية بين الخير والشر. يُصبح فقدان ذاكرة آمي محور التركيز الرئيسي، لكن المسلسل يفشل في استكشاف دقائق حالتها وتأثيرها على علاقاتها وحياتها المهنية. المفارقة الدرامية، حيث يعرف الجمهور أكثر من آمي، تخلق تجربة مشاهدة غير مُريحة بدلاً من التشويق الحقيقي. الكشف عن علاقتها المُتوترة مع ابنتها المُراهقة وكفاءة رئيس قسم الطب الباطني الجديد المُشكوك فيها يُساهمان في الشعور العام بعدم الارتياح.
بالإضافة إلى تطوير الشخصيات المُشكوك فيه والحبكات المُتوقعة، يُعاني “دكتور” من نبرة مُتضاربة. يحاول المسلسل تحقيق التوازن بين رحلة آمي الشخصية والدراما الطبية الأسبوعية، مما يؤدي إلى حلقات ضعيفة الإيقاع تفتقر إلى تركيز واضح. تشعر في كل حلقة بعدم التوازن، مما يترك المُشاهد يشعر بالانفصال وعدم الرضا. يُكافح المسلسل ليُقرر ما إذا كان يُريد أن يكون دراما تركز على الشخصيات وتستكشف آثار فقدان الذاكرة أو دراما طبية تقليدية، ويفشل في النهاية في النجاح في أي منهما.
كان هذا المسلسل التلفزيوني من فوكس، المُقتبس من المسلسل الإيطالي “Nelle tue Mani” (“بين يديك”)، لديه القدرة على أن يكون استكشافًا مُقنعًا للهوية والذاكرة وتعقيدات المهنة الطبية. ومع ذلك، يُبدد “دكتور” حبكته الواعدة بنص ضعيف التنفيذ وشخصيات أحادية البُعد ونبرة عامة غير مُرضية. حتى أداء مولي باركر القوي لا يُمكنه إنقاذ المسلسل من عيوبه الأساسية. بدلاً من تقديم ترفيه مُقنع، يترك “دكتور” المُشاهدين بشعور وكأنهم خاضوا تجربة مُملة ومُحبطة.